فعاليات ونشاطات معرض الكتاب في جدة
تقام معارض الكتاب في مختلف دول العالم، وتهدف هذه المعارض إلى تعزيز روح التواصل الثقافي بين الأمم من خلال التعريف بثقافة وعادات وتقاليد الدول المشاركة وإبراز الجانب الفكري والإبداعي بوجود تجمع كبير من الأدباء والشعراء والمثقفين الذين يقومون بطرح مسودات أعمالهم وكتاباتهم وقصصهم وأشعارهم وفتح باب الحوار والنقاش بينهم.
ومعرض الكتاب في جدة من أشهر المعارض في المملكة العربية السعودية والوطن العربي، ويشهد المعرض حركة تطور وتجديد مستمرة من خلال إدخال العديد من الابتكارات الحديثة والمواضيع الجديدة إلى قائمة المعارض مثل القصص المصورة والنشر الرقمي وحقوق النشر ومؤلفات الخيال العلمي، وسنتعرف في مقالنا هذا على معرض الكتاب بشكل مفصل مع إظهار أبرز الجوانب التي يبحث فيها فانضموا إلينا.
وصف لمعرض الكتاب في جدة
يعد معرض الكتاب في مدينة جدة من أكبر وأهم المعارض الثقافية على مستوى الوطن العربي، ويلتقي في هذا المعرض نخبة مميزة من علماء الأدب والشعر والمفكرين وكتاب الروايات والقصص وأصحاب دور النشر والترجمة والمهتمين بالقراءة والكتابة، مع الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الكتب والثقافة العربية والعالمية.
ومعرض الكتاب في جدة ثالث أكبر معرض كتاب في المملكة العربية السعودية بعد معرض مدينة الرياض ومعرض المدينة المنورة، ويضم المعرض العديد من الفعاليات الثقافية والندوات والمحاضرات التي تعمل على صهر مختلف الثقافات العربية والأجنبية ضمن بوتقة واحدة لتسهيل الاندماج الفكري فيما بينها، ولتكون جسر تواصل بين مختلف الشعوب إضافة إلى التعرف على العادات والتقاليد الموجودة في كل بلد من خلال عنصر واحد وهو الكتاب، وفي هذا المقال سنحاول تسليط الضوء على بداية نشوء معرض الكتاب في جدة والهدف من إنشائه وموعد ومكان إقامة المعرض، وأهم النشاطات الثقافية والتدريبية التي تسود فيه.
تاريخ نشوء معرض الكتاب في جدة
تعود فكرة إنشاء معرض الكتاب الدولي في جدة إلى الغرفة التجارية في مدينة جدة، والتي أطلقت الفكرة في عام 1994م من خلال تأسيس لجنة تختص بالنواحي الإعلامية والثقافية بداخلها، والتي تقوم بدور أساسي في تنظيم المعارض بشكل جيد، ولقد لاقت دورات المعرض المنظمة من قبل الغرفة التجارية اهتماماً كبيراً من قبل الكتاب والمثقفين والقراء، وتم استمرار العمل بهذا النظام في تقديم الدورات من عام 2000م وحتى عام 2005م مع استثناء عام 2001م حيث لم يتم إقامة دورة للمعرض في هذا العام.
وفي عام 2002م قام بالإشراف على المعرض جامعة الملك عبد العزيز بالتعاون مع شركة الحارثي ووزارة الإعلام والثقافة السعودية، واستمرت الجامعة في عملية التنظيم حتى عام 2003م، وبدخول عام 2006م أقيم المعرض وتم تنظيمه من قبل مركز الجمجوم، وبعد سنتين من هذا التاريخ تم إسناد قرار تنظيم معرض الكتاب إلى وزارة الثقافة والإعلام السعودية بعد أن كانت وزارة التعليم العالي تقوم بتنظيمها من قبل جامعة من جامعاتها المعروفة.
ولقد مشت مدينة جدة على هذه الخطة تقريباً حوالي عشر سنوات إلى أن جاء عام 2015م، وتم تحضير معرض الكتاب في جدة بحلة جديدة وجميلة بإشراف هيئة النشر والأدب والترجمة في المملكة العربية السعودية.
تنظيم المعرض
يتم تنظيم معرض الكتاب بجدة من قبل هيئة النشر والأدب والترجمة في المملكة العربية السعودية، والذي انطلق بدءًا من عام 2015م، وتشهد عملية التنظيم محاولة مواكبة التطورات التي تحدث في العالم العربي والغربي في مجال الكتب والنشر والأدب.
موعد المعرض
يقام معرض الكتاب في جدة كل سنتين في شهر ديسمبر على أرض الفعاليات تحت قبة سوبر دوم في جنوب أبحر في مدينة جدة، وذلك على مساحة تبلغ 27500 متر مربع، ويمتد المعرض مدة عشرة أيام ويقدر عدد الحضور بحوالي 75000 شخص.
المشاركون في المعرض
يشارك في معرض جدة الدولي للكتاب حوالي 900 دور نشر عالمية وعربية بوجود أكثر من 40 دولة، ويتم الاهتمام بشكل كبير بالكتاب السعوديين والعرب الجدد لتعريف العالم بهم مع إمكانية منحهم الفرصة لإبراز كافة مواهبهم الثقافية، والاحتفاظ بذوي الكفاءات والخبرات للاستفادة من خبراتهم في كثير من المواضيع، والاستماع إلى إرشاداتهم ونصائحهم وتجاربهم التي خاضوها في مجال النشر، والصعوبات التي واجهوها وكيف تمكنوا من التغلب عليها.
هدف المعرض
يهدف معرض الكتاب في جدة بشكل أساسي إلى دعم حركة نشر الكتب وحقوق النشر في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى تعزيز الحاجة إلى القراءة والمطالعة، وتشجيع الكتاب والأدباء الهواة والجدد على إبراز كافة مسودات أعمالهم الكتابية وطرحها في المعرض للمناقشة والاستفادة من أصحاب الخبرة في هذا المجال، كذلك يهدف المعرض إلى ترسيخ روح التواصل بين المشاركين، وانصهار الكل في بوتقة ثقافية وأدبية موحدة وتحقيق الاندماج الثقافي بين مختلف الأمم.
فعاليات معرض الكتاب في جدة
يتخلل معرض الكتاب في جدة عدداً متنوعاً من الفعاليات والنشاطات الثقافية الرائعة والمميزة ومن أبرزها:
1- إعداد الورش الثقافية
يقوم معرض الكتاب في جدة بإعداد العديد من ورشات العمل الثقافية المتنوعة بمشاركة مختلف الدول العربية والغربية، ويتم خلالها مناقشة الأمور المتعلقة بموضوع نشر الكتاب وكيفية طباعته، إضافة إلى تبادل الخبرات والاستفادة من الكفاءات الأدبية والشعرية والروائية والنثرية وغيرها.
2- الندوات والمحاضرات
يتم إقامة مجموعة من المحاضرات والندوات الأدبية والثقافية من قبل مجموعة من الكتاب والمثقفين والقراء المهمين في الوطن العربي وباقي دول العالم، ويتم خلال هذه اللقاءات الثقافية تبادل كافة المعلومات والخبرات، ورفع مستوى النقاش حول أهم القضايا المتعلقة باللغة والشعر والأدب، وإحياء روح القراءة من جديد في قلوب الأجيال المعاصرة.
3- الأمسيات الشعرية
يحتضن معرض الكتاب في جدة حوالي 100 فعالية تتنوع فيها الجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية، والتي يشترك فيها العديد من الشعراء والأدباء من كافة أنحاء الوطن العربي.
4- إعداد برنامج ثقافي
يتم إعداد برنامج ثقافي خاص وجدول للأعمال المتداولة في معرض الكتاب في جدة، ويتم توزيعها على الحضور ونشرها في إعلانات خاصة بمواعيد ثابتة يتم تحديدها سابقاً ليتسنى للحضور المشاركة في كافة الفعاليات والنشاطات الثقافية سواء كانت شعرية أو مسرحية أو قصصية أو أدبية أو معرفية.
5- إقامة منصات لتوقيع الكتب
يتم وضع منصات لتوقيع الكتب والقصص، والتي يتم عرضها في معرض الكتاب في جدة مع توفير ركن خاص بالمؤلفين السعوديين، وتشتمل المنصة على أكثر من 400 عنوان لمختلف المؤلفين العرب والأجانب الذين يقومون بالنشر ذاتياً أو من خلال المكتبات الرقمية والمكتبة الصامتة والأجنحة الخاصة بالكتب الصوتية أو من خلال الجلسات الخاصة بالقراءة والمقاهي التي تقوم بجمع عشاق الكتابة والكتب.
6- القصص المصورة
يعمل معرض الكتاب في جدة على إلقاء الضوء على ناحية القصص المصورة (الأنمي) وفنون المانجا الخاصة بالرسوم اليابانية، وذلك من خلال تواجد أجنحة خاصة بهذه الفعاليات والتي توضح كيفية الرسم لهذه الصور وإضافتها كصور قصصية جميلة، مع مقابلة بعض المؤلفين للكتب والقصص المصورة والتي تعرف بالمانجا اليابانية.
7- عروض مسرحية وترفيهية للأطفال
يتم تخصيص منطقة في معرض الكتاب في جدة خاصة بالفعاليات الترفيهية للأطفال من خلال وجود عروض مسرحية مميزة وفقرات تعليمية وتدريبية لهم، إضافة إلى وجود حكواتي يروي القصص المسلية للأطفال مع وجود منطقة ألعاب خاصة بهم، وتوفير العروض الموسيقية التصويرية وأفلام خاصة بالرسوم المتحركة المفضلة للأطفال، وهدف هذه العروض الانفتاح على الثقافات العربية الأخرى، والتشجيع على المطالعة والقراءة مع الدعوة المستمرة للعلم والمعرفة.
8- إقامة مؤتمر خاص بالخيال العلمي
يستضيف معرض الكتاب في جدة مؤتمراً خاصاً بالخيال العلمي، ويشمل المعرض استقبال عدداً من المؤلفين والكتاب ذوي الخبرة في الكتابات الإبداعية والخيالية، مع إتاحة الفرصة لعدد كبير من الهواة لعرض ومناقشة أعمالهم في مجال الخيال العلمي وإمكانية تبادل الآراء والاستفادة من الخبرات وإجراء مختلف التجارب في كافة المسارات.
ويقيم المؤتمر جلسات خاصة ونوادي للقراءة يتم من خلالها مناقشة الكتب الخاصة بالخيال العلمي، ويتم إجراء مسابقات لابتكار شخصيات خيالية بحيث يتم طرحها على الأطفال أولاً ومن ثم توجيهها نحو الفئات الأخرى.
9- مؤتمر النشر الرقمي
أقيم في معرض الكتاب في جدة عام 2022م مؤتمراً خاصاً بالنشر الرقمي للكتب من خلال وجود مكتبة رقمية عالية المستوى على الإنترنت، وتعرض العديد من الجلسات الحوارية وورشات العمل الخاصة بهذه القضية والتي يتم من خلالها تحديد أحدث التقنيات المتعلقة بالنشر الرقمي وأفضل الوسائل المستخدمة في عملية تسويق وتوزيع وترجمة الكتب والقصص والروايات، إضافة إلى حقوق الملكية للكتب في المكتبة الرقمية، والتحديات والصعوبات التي تواجه العاملين في مجال النشر الرقمي، وتبادل كافة الأفكار والخبرات بين أصحاب دور النشر الرقمي المنتشرة في كافة أنحاء العالم.
10- صالة تداول الحقوق
يرافق مؤتمر عالم النشر الرقمي إقامة صالة لتداول الحقوق، وهذه الصالة تجمع عدداً كبيراً من المتحدثين والمهتمين بناحية الحقوق الواجب اتباعها عند نشر كتاب ما، وكيفية المحافظة على هذه الحقوق من السلب، والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، وتعزيز دور الشركات الخبيرة وإعطاء فرصة للشركات الناشئة في دخول مجال النشر الرقمي وحقوق النشر.
في نهاية مقالنا تم التعرف على معرض الكتاب في جدة والذي يجمع عدداً كبيراً من فئات الشعراء والكتاب والأدباء والمثقفين من مختلف دول العالم، وتم التعرف على أهداف المعرض وعدد المشاركين به وموقع إقامته وتاريخ نشوئه، وأهم الفعاليات والأنشطة الثقافية المتداولة فيه، ومن المتوقع تنظيم معرض كتاب في منطقة الشرقية في شهر مارس من عام 2023م تحت مظلة ورعاية وزارة الثقافة السعودية لإغناء الفكر العربي والعالمي.